هي ليست هنا الآن .
هذا يفسر حالته على كل حال .
ممدد على السرير الملون , يحتضر ببطء وهدوء .
وليت هذا الهدوء كان سيد كل المواقف .
فهناك , في داخل عقله ., كانت المحرقة الكبرى .
كل خلية عصبية كانت تتلوى في ألم قاتل .
(( هل هذا هو قدري ؟! الموت بعد العذاب ؟! ))
لم تكن تلك هي الراحة التي أملها في آخر الأمر ,, هذا إن جاءت أصلاً .
ببطء .. ببطء .. هذا هو الموت إذ ؤيقترب بسماجة .
(( إما أن تأتِ الآن ، أو لا تأت من فضلك ))
كلام سخيف ! يضحك هو على نفسه الآن .
لكن ... << آااه >>
يمسك برأسه في ألم ، وينادي بصوت يملئه الجزع .
لكن ما من مجيب .
لقد أجاب الكثيرون من قبل .
لكنهم يملكون له سوى الدعاء .
طبيبه الوحيد لم يأت .
رغماً عنه ؟ ربما ..
وهو لن يطالبه بأكثر من طاقته .
في النهاية ., هو لا يملك منه شيئاً .. للأسف !
يرفع يده أماه بهدوء ، ويراها إذ ترتعش .
(( هأ ! لا أحد هنا لإمساكها إن كنت فكرت في ذلك ))
وهذا معناه أنها لن تسقط الآن .
ربما ما زال هناك المزيد والمزيد من أوقات العذاب .
لكنها أيضاً تحمل شيئاً آخر يستحق من أجله احتمال أقسى أنواع العذاب .
إنها تحمل .. الأمل .
...
إرسال تعليق