يقف بهدوء في مواجهة تلك البوابة التي يتدافع عبرها الشباب في الاتجاهين .
يقف بهدوء لا يشف عما بداخله من انفعالات مدمرة .
(( ستأتي .. ستأتي .. أنا أعرف ذلك ))
ثم يعود ليضحك من نفسه .
(( أحمق ! من أين أتيت بهذا التأكيد الغبي ؟! ))
يسير ذات اليمين وذات الشمال , متطلعاً بأنظار متوترة إلى البوابة الكبيرة .
المشكلة أن نصف الفتيات صاروا هي في عينيه الآن .
يفرك عينيه للمرة الألف منذ حضوره إلى هذا المكان .
(( سأصاب بالشلل اليوم .. حتماً ! ))
فتاة جديدة تشبهها تماماً ، أو لا تشبهها على الإطلاق !
ونغزة حادة جديدة في قلبه الواهي .
(( سحقاً ! ))
و ...
وأخيراً ., هذه هي !
هل هي هي حقاً ؟! – يفرك عينيه - .. نعم .. الآن لا شك في ذلك .
قلبه يدق بعنف ، فيضع يده عليه لا شعورياً خشية أن ينخلع .
(( هيااااااااااا .. هل قطعت كل هذه المسافة ، وانتظرت كل تلكم الدقائق لتجبن الآن ؟!! ))
يتحرك ببطء .. خطوة للأمام وخطوة للخلف ، ويفرك عينيه مرة أخرى .
والآن .. أين هي ؟!!
من المذهل أنها قد تبخرت من شبكة الرؤية لديه في لحظة واحدة .
(( ربما لم تكن موجودة من الأساس .. أيها الواهم ! ))
يلقي بجسده المتهالك على أقرب سيارة متوقفة ، ويضغط على قلبه في ألم , يصاحبه ذلك العرق ال انفك يهطل عن وجهه .
وفي النهاية ., تحمله تلك الحافلة عائدة به إلى منزله , قلباً واهناً .. ينبض بالأمل .
...
إرسال تعليق