وأخيراً .. فرصته المثلى للانتحار والتي قد لا تتكرر .
لقد منعوه من الانتحار عشرات المرات .
يتذكر أباه حين منعه من القفز من الشرفة ، وأمه حين أجبرته على تقيؤ الحبر السام .
يتذكر كل المرات التي أنقذه الأطباء من الموت بعد ابتلاع الأقراص المنومة بكميات قاتلة .
يتذكر كل تلك المرات التي حاول فيها الانتحار ، وفشل .
الآن لن يفشل .
الآن هو وحده .. لن يستطيع أحد الوصول إليه هنا .
إنه لن يخاف الموت .. الموت أفضل من هذه الحياة اللعينة .
ومعه هذا السم سريع المفعول .. لن يستغرق الأمر سوى دقائق قليلة يستريح بعدها من هذا العالم الكئيب القاسي .
ما عليه سوى أن ...
لكنه لا يستطيع .
يلقى زجاجة السم لتتحطم بعيداً ، ويجهش بالبكاء .
الآن فقط انكشف على حقيقته .. أمام نفسه !
إنه فتى جبان .. يخاف الموت أكثر من أي شيء آخر .
ولم يحاول الموت كل تلك المرات إلا لأنه يعرف أنه يوجد من ينقذه .
أما الآن فلا يستطيع ؛ لأنه ببساطة سوف ... يموت !
(( لا .. لا أريد أن أموت .. لا أريد أن أموت ))
ويدخل في نوبة من البكاء العنيف .
حتى يصمت ، ويخمد .
وحين يعثرون عليه ., يكتشفون أنه قد .... مات !
إرسال تعليق